يوفنتوس ومعركة العودة إلى [color=red]الأضواء
أيام قليلة تفصلنا عن انطلاق فعاليات موسم كرة القدم في إيطاليا, هذه الأيام التي ستنقلنا إلى عالم "الكالتشيو" لن تكون كما كانت سابقا، فأحد أبرز فرسانها إن لم يكن الأبرز على الإطلاق، غائب ولأول مرة في تاريخه عن خوض دوري الدرجة الأولى، بعد إنزاله بحكم قضائي إلى دوري الدرجة الثانية، وحرمانه من لقبيه اللذين حصل عليهما في الموسمين الماضيين، لاشتراكه في فضيحة التلاعب بنتائج المباريات.
هذا الغائب الكبير، هو صاحب الأرقام القياسية في إيطاليا، وصاحب الألقاب الكثيرة محليا وقاريا وعالميا، وهو خزان للاعبين الدوليين، ومطمح لأغلبية لاعبي المستديرة في شتى أنحاء المعمورة، باختصار هو فريق يوفنتوس الهابط إلى دوري المظاليم، الذي قد يتغير ويصبح معه بشهرة الدوري الأول، بتهافت وسائل الإعلام كافة على نقله، تيمنا "بالكالتشيو".
أسماء كبيرة ستخوض موسمها القادم بعد أيام في الدرجة الثانية، في سابقة لم يشهد المستطيل الأخضر مثيلا لها، وقد لن يشهد، بوجود إصرار كبير لدى جميع المعنيين في "السيدة العجوز"، على قلب هذه الصفحة السوداء، والعودة إلى المكان الذي يستحقه "البيانكو نيري".
أليساندرو دل بييرو، جيانلويجي بوفون، دافيد تريزيغيه، بافل نيدفيد، وغيرهم من اللاعبين الذين فضلوا البقاء مع "اليوفي" في أزمته، عن الانتقال رغم العروض الكثيرة التي أتيحت لهم من أندية أوروبية وإيطالية أخرى، لن يتهاونوا أمام الاستحقاقات القادمة، ولن يبخلوا بأي جهد أو نقطة عرق، ولن يفرطوا في أية نقطة، قد تكون هي الفاصلة لنقلهم من جحيم "دوري المظاليم" لنعيم "دوري الأضواء".
دل بييرو يوم صدور قرار إسقاط يوفنتوس إلى الدرجة الثانية قال: "حتى لو أسقطونا إلى أدنى الدرجات، ستكون آخر مباراة لي في مسيرتي الكروية في اليوفي, عرفت أجمل لحظاتي معه وسأعرف آخر لحظاتي فيه".
كلام دل بييرو يؤكد مدى ارتباط هذا اللاعب بناديه، ويدل على مدى ثقته به، وبحتمية عودته للعب في "الكالتشيو" في الموسم القادم، والذي قد يكون الأخير لأحد أبطال كأس العالم الأخيرة.
ورغم صعوبة الموقف لدى الفريق الأبيض والأسود، الذي يخوض الموسم الجديد وتنقصه 17 نقطة، خصمت سلفا من رصيده كجزاء له على دوره في الفضيحة الكروية، فإن محبيه لا يشكون في أن عودته ستكون عاجلة، لا بل سريعة جدا.
وليس خافيا على أحد أن مهمة مدرب يوفنتوس الجديد الفرنسي ديدييه ديشان الذي كان يوما لاعبا في صفوفه، ستكون صعبة، لاسيما، أنه سيواجه فرقا كثيرة لا يستهان بها، لمستواها الرفيع الذي يظهر دائما في كأس إيطاليا الذي تتنافس عليه فرق الدرجتين الأولى والثانية.
فالدوري الثاني في إيطاليا يختزن الإثارة والتحديات، ولن يكون يوفنتوس في مأمن من متاعب الفرق التي سيواجهها، كما أنها لن تكون صيدا سهلا له, وأي خسارة للفريق التوريني تعني تعميق جرحه، وإضافة نقاط مهدورة جديدة للنقاط الـ17 الأخرى.
وإن كان يوفنتوس استهل مشواره في الموسم الجديد بخروج سريع من كأس إيطاليا، على يد فريق نابولي رفيقه في الدرجة الثانية بركلات الترجيح، فإن هذا لا يعكس بالضرورة المستوى الذي يتحلى به لاعبو السيدة العجوز، والصورة التي سيظهر عليه مع إنطلاق البطولة.
فريق يوفنتوس مدعو هذا الموسم لخوض غمار البطولة الأدق في تاريخه، وأكثرها إحراجا وحساسية, فهي تتواصل تقاطعا مفصليا في مسيرته التي لم تعرف من قبل كبوة مماثلة، لذلك عليه خوض جميع مبارياته واضعا نصب عينه حصد جميع النقاط الممكنة، وعدم التفريط في أي منها، لضمان العودة إلى "الكالتشيو".
===============================[/color]